تسلل ضوء الشمس الذهبي الى حجرتى في حياء ليعلن بداية يوم جديد في حياتى
وأغمضت عينىّ في تكاسل جميل وانا اتململ فى فراشي
والتفت الى يمينى لانظر الى الساعة الرقمية بجوارى
لاجدها تعلن تمام الساعة التاسعة من صباح يومى هذا
يوم ميلادى
الذى طالما احببت ان اقضيه مع نفسي
في تلك الغرفة امام احد الأرصفة المقابلة لشاطئ الاسكندرية
وعاد احساس الكسل يكتنفى من جديد وانا اتثائب في خمول
وازيح خصلة نافرة من شعرى الابيض
وانهض لاجلس في شرفتى ... وعلى ذلك الكرسي المفضل لي
لانظر الى عشيقي القديم
البحر
واراقب المارة ... وابتسم في صمت وهدوء
ومصالحة مع النفس
دون ان ادرى سبب هذه الطقوس
فقد اعتدتها من عقد كامل من الزمن
اجلس لوحدى
لاسترجع ذكريات العام
وانساب حبل الذكريات امامى في نعومة
لاتذكر مغامراتى وطرائف العام
واحزانه كذلك ... ومن فقدتهم
ودون سابق انذار
هبط ذلك العصفور ليقف على سور الشرفة
واخذ يغرد وهو ينظر لي في صمت
وبحركات رأسه السريعة
نظر الى داخل غرفتى
وهو ينقل رأسه بينها وبيني
وشد انتباهى تلك الحركات وهو يتحرك على السور بخفة ورشاقة
وهو يواصل اطلاق صوته العذب
حتى اننى نسيت اعداد قدح القهوة الخاص بي في كل صباح
وفجأة
طار العصفور
ولكنه طار باتجاه الغرفة
مباشرة
ووقف على اطار الصورة التى ازين بها غرفتى منذ عقد كامل
كانت صورة خاصة لي
مرسومة بالفحم
اهدتها لي احدى عشيقاتى
كنت اعتز بها جدا
واحتفظ بها لنفسي ... لانظر اليها كلما اشتاقت نفسي لرؤياها
وواصل العصفور تحركاته السريعة
التى اصابتنى بالتوتر نوعا ما
ومددت يدي اليه مشوحا ليترك الاطار
ولكنه تراجع الى طرفه وهو يواصل اطلاق صوته
فصحت به وكأن العصفور سيقوم بالسطو على الصورة
وحاولت مجددا حتى ازداد توترى وتحول الى نوبة غضب
وفجأة ... ارتفع رنين هاتفى النقال
وانتفض جسدى بالرغم منى ... من شدة الانفعال
ونقلت نظرى بين العصفور والهاتف ، وبمجرد ان وقعت عيناى على الرقم الظاهر على الشاشة
حتى اتسعت عيناى
فقد كانت المخابرة منها هي .....
من نسرين
وارتجفت يداي وانا التقط الهاتف
فقد كانت اخر محادثة جرت بيننا منذ الشتاء الماضى
ولكنى تماسكت
واجبت على المحادثة
وجاءنى صوت أختها تبكى
لتخبرنى
انها قد توفت الليلة الماضية
وشهقت في عنف ، جعلت الطائر يخرج من الغرفة في لمح البصر
وفقدت توازنى وانا اسقط على الفراش
ويسقط الاطار
ليدوى في الغرفة بصوت متحطم
ليصنع شروخا عميقة
في الزجاج
وفي قلبي
حتى الأعماق