السكري في المدارس
د.عبدالعزيز معتوق حسنين «*»
ظل عامل السن عند الاصابة بمرض السكري هو الفارق الأساسي في تصنيف مرض السكري حتى بداية عام 1940م، وهنا تغير رأي المتخصصين في هذا الداء وحذف عامل السن من التصنيف حيث وضح للجميع ان السن لا أهمية له في تحديد النوع عندما اكتشف العالم البريطاني هندزورث وجود خلل فيزيولوجي في كثير من مرضى السكري وسمي هذا الخلل بالمصطلح العلمي (insulin Resistance) أي تكوين تلقائي في جسم مريض السكري مقاومة ضد فعالية الأنسولين، على ضوء هذا الاكتشاف صنف بعض مرضى السكري بالنوع ذوي المقاومة للأنسولين، وفي اغسطس عام 1970م بناء على التغيرات الفيزيولوجية أعيد تصنيف مرض السكري الى نوعين وسميا بمرض السكري رقم واحد وهو الذي يوجد في دم المصاب (insulin Antibodies) أي مضادات للأنسولين و( Ilet Cell Antibodies) أي مضادات للخلايا في البنكرياس التي تصنع الأنسولين مما يؤدي الى نقص جزئي أو نقص كلي لكمية الأنسولين الذي يفزره البنكرياس، والنوع رقم اثنين وهو الذي له صلة مباشرة بصفات معينة من الكرويات البيضاء في دم المصاب الذي يصطحبه نقص بسيط في كمية الأنسولين أو ازدياد الكمية ولكن عدم فعالية الأنسولين في استهلاك الجلوكوز وتحويله الى طاقة للحياة أو وجود مضادات مقاومة للأنسولين أو وجود الثلاث عوامل سويا.
وفي شهر يونيو عام 1999م اشتركت الأمم المتحدة ممثلة في منظمة الصحة العالمية وهيئة الاتحاد الدولي لمرض السكري وجميع جمعيات مرض السكري العالمية وعقد مؤتمر عالمي في مقر الأمم المتحدة الرئيسي وصدر قرارهم بتصنيف مرض السكري على مستوى العالم بالنوع رقم واحد -أي النوع المعتمد في علاجه على حقن الأنسولين والمصاب لا يمكن ان يعيش بدونه والنوع رقم اثنين- أي النوع غير المعتمد في علاجه على حقن الأنسولين.
وحيث ان 80% من التلاميذ والطلاب (بنين وبنات) في المدارس والجامعات المصابين بداء السكري هم من نوع رقم واحد فإذن في مقالتي التالية سأشرح بالتفصيل عن هذا النوع من مرض السكري وصلته بالدراسة.
* استشاري مرض السكري